بالأمس قلنا إن الانقاذ بدأت مشروعها الحضاري الآن.واستشهدنا بما يجري على جبهة التنمية وبدأنا بالخبر الاول الذى أعلن فيه السيد جلال الدقير بأن عام 2009
سيكون هو عام الاكتفاء الذاتى من الاسمنت . الاخبار التى تدفقت فى الاعلام خلال الاسبوعين الماضيين وهما أسبوعان انشغلنا خلالهما بفارغة أزمة التعداد. جاء فى قائمة الانباء.
الخبر الاول
أعلنت وزارة المالية أن السودان احتل المرتبة الثالثة بين البلاد العربية في استقطاب الاستثمارات وقالت إن الاستثمارات العربية بين عامي 2006 و 2007 بلغت في جانبي الزراعة والانتاج الحيواني ستة مليارات دولار.
الخبر الثاني
تقول إحصاءات المنظمة العربية للزراعة إن الدول العربية تستورد غذاء بما قيمته ثلاثة عشر مليار دولار سنويا إذ يستورد العرب 45% من احتياجاتهم من الحبوب من خارج العالم العربي و 67% من السكر و31 % من الحبوب الزيتية اضافة الى 51% من الالبان.
الخبر الثالث
شركة بشائر الاردنية تنتج اللحوم الحية وأعلافها عبر مزرعتها التى تبلغ مساحة الجانب الحيواني منها عشرة الف فدان وعلى مقربة من ذلك فإنها تزرع الذرة الصفراء والخضروات والفواكه حتى أنها تصدر ما يساوي ستة أطنان من الخضروات في اليوم والفا من الخراف الحية للملكة الاردنية الهاشمية ،مما جعل شركة بشائر استثمارا مختلفا من خلال أن السودان يعطي الارض والمياه بالإيجار وينتج الأردن منتجات زراعية وحيوانية يحملونها لأسواقهم.).
الخبر الرابع
وقعت الحكومة عقدا في نهاية مارس الماضي مع مجموعة من المستثمرين السعوديين لإنشاء شركة قابضة للعمل في الزراعة والانتاج الحيواني، ستزرع خمسين الف فدان ذرة ،وخمسة وعشرين الف ذرة شامية.
الخبر الخامس
في العاشر من أبريل الجاري أعلنت مجموعة سليمان الراجحي والمملوكة للمستثمر السعودي سليمان الراجحي في الخرطوم بأنها في يوليو المقبل ستبدأ زراعة الذرة الشامية في مشروعها الواقع على بعد ستمائة كيلو متر الى الشمال من الخرطوم وتبلغ مساحته خمسة وسبعين الف فدان خمسين الفا منها ذرة.
الخبر السادس
فى الاسبوع الاول من هذا الشهر أعلنت المنظمة العربية للتنمية الزراعية بأنها أكملت الدراسات الفنية لمشروع لإنتاج القمح يقوم عليه صندوق ابوظبي للتنمية يقع على بعد خمسين كيلو مترا شمال مشروع الراجحي
الخبر السابع
وفى ذات الاسبوع وقعت مجموعة الخرافي الكويتية والمملوكة لسليمان الخرافي عقدا قيمته مليار ومائتي مليون دولار مع ولاية النيل الابيض والتى تبعد عن الخرطوم اربعمائة كيلو متر الى الجنوب ويقوم المشروع على إنشاء مزرعة لقصب السكر ومجمع للانتاج الحيواني.
ما أجمل أن تصبح الاحلام والشعارات واقعا يسعى بين الناس. حيمنا أعلنت الثورة الزراعية بالهتاف داخل أروقة المؤتمر الوطنى قلنا ( ها فارغة مقدودة) عرفناها من قبل فى ( نأكل مما نزرع).الآن وهاهي الاستثمارات العربية قد تدفقت بعد أن أحس العرب أن الخطر الذى يواجه العالم اليوم ليس هو الأسلحة النووية الايرانية إنما نقص الغذاء. ولحسن الحظ فالسودان هو الدولة العربية الوحيدة المؤهلة للعبور بالعالم العربى مما يواجهه العالم اليوم من أزمة حادة فى الغذاء.
السؤال الذى سيطرح باستمرار على الاجهزة التنفيذية فى الحكومة هو مدى استعدادها لاستيعاب الرساميل الضخمة والتدفقات المالية وتجهيز مواعين ومشروعات استثمارية معدة أو دراسات جدوى حقيقية قابلة للتنفيذ. اليوم لم يعد رأس المال هو المشكلة, المشكلة فى الرأس الذى سيسهل انسياب الأموال لمشاريع التنمية دون بيروقراطية مميتة ورسوم لانهاية لها يتفنن الولاة والمعتمدون فى فرضها على المستثمرين.قال لى مستثمر تركى جاء الى السودان بمحبة ليستثمر ملايين الدولارات "إن البروقراطية طردته من السودان" وقال (تعرف يااستاذ أن الله سبحانه وتعالى أنزل آية خاصة بالبيروقراطيين. قلت وأي آية ياأخ الترك؟ . قال أولم يقل سبحانه وتعالى( مناع للخير معتد أثيم) هذا هوالبروقراطى. نعم سيقتل البروقراطيون والولاة ضيقو الافق والمفسدون كل فرص التنمية. ولذا فإن الحاجة لجهاز مركزى رئاسى تنموي يكون وحده المسئول الاول عن تصاديق المشاريع التنموية الكبرى تمثل اولوية قصوى ومن الافضل ان تتولى مؤسسة الرئاسة قيادة التنمية وان يصبح الاستاذ علي عثمان هو المسئول الاول عن قيادة دفتها وهو يفعل الآن دون إعلان ولكن من المهم إيكال هذا الملف له بصورة رسمية وخاصة أنه أبدى زهده فى السياسة اليومية وعكها الذى لاينتهى ومن شأن هذا ان يعطى مؤسسة الرئاسة دورا حاسما فى التنمية بدلا من ان تتحول لمؤسسة لاطفاء الحرائق.